فصل: (سورة الشعراء الآيات: 83- 89):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الشعراء الآيات: 83- 89]:

{رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)}.

.الإعراب:

{ربّ} منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، والياء مضاف إليه {لي} متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله هب الواو عاطفة {بالصالحين} متعلّق ب {ألحقني}.
جملة: {ربّ} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هب لي} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {ألحقني} لا محلّ لها معطوفة على جملة هب.
(84) الواو عاطفة {لي} متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اجعل {في الآخرين} متعلّق بنعت للسان- أو بحال منه-.
وجملة: {اجعل} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
(85) الواو عاطفة {من ورثة} متعلق بمفعول به ثان لفعل اجعلني.
وجملة: {اجعلني} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
(86) الواو عاطفة {لأبي} متعلّق ب {اغفر}، {من الضالّين} متعلّق بخبر كان.
وجملة: {اغفر} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {إنّه كان من الضالّين} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {كان من الضالّين} في محلّ رفع خبر إنّ.
(87) الواو عاطفة {لا} ناهية جازمة، وعلامة الجزم في {تخزني} حذف حرف العلّة، والنون للوقاية {يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق ب {تخزني}، والواو في {يبعثون} نائب الفاعل.
وجملة: {لا تخزني} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
(88) {يوم} الثاني بدل من الظرف الأول منصوب {لا} نافية و{لا} الثانية زائدة لتأكيد النفي {بنون} معطوف بالواو على مال مرفوع، وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر.
وجملة: {لا ينفع مال} في محلّ جرّ مضاف إليه.
(89) {إلّا} أداة استثناء {من} اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل، {بقلب} متعلّق بمحذوف حال من فاعل أتى.
وجملة: {أتى} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.

.الصرف:

(85) ورثة: جمع وارث، اسم فاعل من الثلاثيّ ورث، وزنه فاعل، ووزن ورثة فعلة بفتحتين.
(89) سليم: صفة مشبّهة من الثلاثي سلم باب فرح، وزنه فعيل.

.البلاغة:

1- التقديم: في قوله تعالى رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.
فقد استوهب الحكم أولا، ثم طلب الإلحاق بالصالحين، والسر فيه دقيق جدا، ذلك أن القوة النظرية مقدمة على القوة العملية، لأنه يمكنه أن يعلم الحق وإن لم يعمل به، وعكسه غير ممكن، لأن العلم صفة الروح والعمل صفة البدن، وكما أن الروح أشرف من البدن، كذلك العلم أفضل من الصلاح.
2- المجاز: في قوله تعالى وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ.
فاللسان مجاز عن الذكر بعلاقة السببية، واللام للنفع، ومنه يستفاد الوصف بالجميل.

.[سورة الشعراء الآيات: 90- 93]:

{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة، {الجنّة} نائب الفاعل مرفوع {للمتّقين} متعلّق ب {أزلفت}.
جملة: {أزلفت الجنّة} لا محلّ لها استئنافيّة.
(91) الواو عاطفة {الجحيم للغاوين} مثل الجنّة للمتّقين.
وجملة: {برّزت الجحيم} لا محلّ لها معطوفة على جملة أزلفت.
(92) الواو عاطفة {لهم} متعلّق ب {قيل}، {أين} اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {ما}، والعائد محذوف أي تعبدونها.
وجملة: {قيل} لا محلّ لها معطوفة على جملة أزلفت.
وجملة: {أين ما كنتم} في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة: {كنتم تعبدون} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {تعبدون} في محلّ نصب خبر كنتم.
(93) {من دون} متعلّق بحال من العائد المقدّر {هل} حرف استفهام للإنكار والاستهزاء {أو} حرف عطف.
وجملة: {ينصرونكم} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {ينتصرون} لا محلّ لها معطوفة على جملة ينصرونكم.

.[سورة الشعراء الآيات: 94- 95]:

{فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95)}.

.الإعراب:

الفاء استئنافيّة، والواو في {كبكبوا} نائب الفاعل {فيها} متعلّق ب {كبكبوا} بتضمينه معنى ألقوا على وجوههم {هم} ضمير في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل نائب الفاعل {الغاوون} معطوف على الضمير نائب الفاعل، مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: كبكبوا... لا محلّ لها استئنافيّة.
(95) الواو عاطفة {جنود} معطوف على الضمير المتّصل نائب الفاعل {أجمعون} توكيد للألفاظ المتعاطفة مرفوع، وعلامة الرفع الواو.

.البلاغة:

قوة اللفظ لقوة المعنى: في قوله تعالى فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ.
وهذا مما انفرد به ابن جني في كتاب الخصائص فإن الكبكبة تكرير الكب.
جعل التكرير في اللفظ دليلا على التكرير في المعنى، كأنه إذا ألقي في جهنم ينكب مرة بعد مرة حتى يستقرّ في قعرها.

.[سورة الشعراء الآيات: 96- 102]:

{قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ (98) وَما أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (99) فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ (100) وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102)}.

.الإعراب:

الواو حاليّة {فيها} متعلّق ب {يختصمون}.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هم فيها يختصمون} في محلّ نصب حال من فاعل قالوا.
(97) التاء تاء القسم {اللّه} لفظ الجلالة مجرور ب التاء متعلّق بفعل أقسم مقدرا {إن} مخففّة من الثقيلة مهملة، اللام هي الفارقة، {في ضلال} متعلّق بخبر كنّا.
وجملة: أقسم {تاللّه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إن كنّا لفي ضلال} لا محلّ لها جواب القسم.
(98) {إذ} ظرف للزمن الماضي متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به خبر كنّا، {بربّ} متعلّق ب {نسوّيكم}.
وجملة: {نسوّيكم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
(99) الواو اعتراضيّة {ما} نافية {إلّا} أداة حصر {المجرمون} فاعل أضلّنا مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
وجملة: {ما أضلّنا إلّا المجرمون} لا محلّ لها اعتراضيّة.
(100) الفاء عاطفة {ما} نافية {لنا} متعلّق بخبر مقدّم {شافعين} مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر.
وجملة: {ما لنا من شافعين} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
(101- 102) الواو عاطفة {لا} زائدة لتأكيد النفي {صديق} معطوف على شافعين، مجرور مثله لفظا.
الفاء استئنافيّة {لو} حرف تمنّ {لنا} متعلّق بخبر أنّ {كرّة} اسم أنّ مؤخّر منصوب الفاء فاء السببيّة {نكون} مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، واسم نكون ضمير مستتر تقديره نحن {من المؤمنين} خبر نكون.
والمصدر المؤوّل {أنّ لنا كرّة} في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف أي لو رجوعنا حاصل.
والمصدر المؤوّل {أن نكون} في محلّ نصب معطوف على المصدر كرّة أي: ليت لنا رجوعا فكوننا مؤمنين.
وجملة: لو رجوعنا حاصل لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {نكون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن} المضمر.

.الصرف:

{شافعين}، جمع شافع اسم فاعل من {شفع} الثلاثيّ، وزنه فاعل.
{حميم}، صفة مشبّهة من حمّ الأمر فلانا بمعنى أهمه باب نصر، والحميم القريب الذي تهتمّ بأمره أو الصديق، وزنه فعيل.

.البلاغة:

الإيضاح: في قوله تعالى وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ.
والإيضاح: هو أن يذكر المتكلم كلاما، في ظاهره لبس، ثم يوضحه في بقية كلامه والإشكال الذي يحله الإيضاح يكون في معاني البديع من الألفاظ وفي إعرابها، ومعاني النفس دون الفنون. وهو هنا في قوله تعالى: {وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} فإن الصديق الموصوف بصفة حميم هو الذي يفوق القرابة ويربو عليه، وهو أن يكون حميما، فالحميم من الاحتمام، وهو الاهتمام، أي يهمه أمرنا ويهمنا أمره. وقيل من الحامة وهي الخاصة من قولهم حامة فلان أي خاصته.

.الفوائد:

1- تقدم الكلام على حرفي الجر الواو والتاء واختصاصهما بالقسم، وأن التاء مختصة بلفظ الجلالة، ونحب الآن أن نشير إلى هاتين الفائدتين:
الأولى أن أحرف الجر تنقسم إلى ثلاثة أقسام: أصلي، وزائد، وشبيه بالزائد:
أ- الأصلي: هو ما يحتاج إلى تعليق ولا يستغنى عنه لا معنى ولا إعرابا.
ب- الزائد: ما يستغنى عنه إعرابا ولا يحتاج إلى متعلق.
ج- الشبيه بالزائد: هو ما لا يمكن الاستغناء عنه لفظا ولا معنى إلا أنه لا يحتاج إلى تعليق، وهو خمسة أحرف: رب وخلا وعدا وحاشا ولعلّ.
2- يجر الاسم في ثلاثة مواضع:
أ- أن يقع بعد حرف جر.
ب- أن يكون مضافا إليه.
ج- أن يكون تابعا لمجرور.
ولكل من هذه المواضع الثلاثة تفصيلات نتعرض لها في مناسباتها.